ولعل هذا التدبير يفاجئ البعض، وهو مقياس جديد، ولكن الثورة يجب أن تتميز بذلك بالضبط، بالقيام بأشياء لم يتم القيام بها سابقا أبدا. (التصفيق). عندما نجعل سانتياغو دي كوبا العاصمة المؤقتة للجمهورية، نحن نعلم لماذا نفعل ذلك. انها ليست مسألة المديح بديماغوجية لمنطقة معينة، بل وببساطة تكمن المسألة بأن سانتياغو أقوى حصن للثورة
خطابات و تداخلات
أعرف أن الحديث هنا بهذا الليل هو ربما من أصعب الواجبات بهذه العملية النضالية الطويلة التي بدأت في سانتياغو دي كوبا بعام 1956. يسمع الشعب و يسمع المقاتلون الثوريون و يسمع جنود الجيش الذين أصبح مصيرهم بأيدينا..
والمهم ليس الغيابات في الصفوف وإنما حضور البديهة والروح لدى الصامدنين. صحيح أننا أحسسنا - ليس مرة واحدة بل مرات عديدة- بغيابات في صفوفنا وفي صفوف جيشنا، وأحسسنا بغيابات مؤلمة كالغيابات التي نحس بها في صفوف شعبنا، لكن المهم، قبل كل شيء، هو متانة الخلق لدى الشعب الذي يختار الصمود.
أيها المواطنون:
واضح أن ليس لدى أيّ منكم، من الموقع الذي هو فيه، أدنى فكرة عن حجم الجمهور المحتشد هنا عصر هذا اليوم. إنه بحر حقيقي من البشر، يضيع بين طرف "الساحة الأهلية" وطرفها الآخر.
ربما يظن البعض بأننا مستاؤون جداً من المعاملَة التي لقيها الوفد الكوبي. ليس الحال كذلك. نحن ندرك تماماً ونتفهم دوافع الأمور. ولهذا فإننا لسنا غاضبين، ولا ينبغي لأحد أن يشعر بالقلق من تمكّن كوبا من الإسهام أيضاً بحبة خردل في الجهد الذي يُبذَل من أجل تفاهم العالم.
أردنا أن نقول لكم بأننا لم نكن متفقين تماماً مع فكرة حشد الشعب لدى عودتنا (صيحات: "فيدل! فيدل!"). يبعث القلق عندنا الاضطرار لمغادرة البلاد باستمرار، إن لم يكن الرئيس، فوزير الدولة أو العلاقات الخارجية، أو رئيس الوزراء أو غيرهم... وعلينا أن نشارك في منتديات من هذا النوع، وليس من المنطق أنه في كل مرّة نغادر ونعود فيها، تنفيذاً لمهام عملنا، لأن هذا من مهام عملنا أيضاً، أن يضطر الشعب أن يجري لنا مراسم استقبال (صيحات: "نعم!")...
يحل هذا السابع والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر في ظل ظرف يستحق الاهتمام، وهو أن هذا الاحتفال، في هذه السنة، تجاوز بحجمه احتفال العام الماضي. وهذا يعني الكثير. يعني أنه مع مرور الوقت لا يحدث ما كان يحدث سابقاً، وهو أن يفقد إحياء الذكريات التاريخية كهذه وهجه بحرارة الشعب ودفئه.
- 1 of 15
- siguiente ›